كتاب: سير أعلام النبلاء

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: سير أعلام النبلاء



يوم الرضع
فقال: يا ثكل أمي أكوعي بكرة؟
قلت: نعم يا عدو نفسه.
وكان الذي رميته بكرة فأتبعته سهما آخر فعلق به سهمان.
ويخلفون فرسين فسقتهما إلى رسول الله-صلى الله عليه وسلم- وهو على الماء الذي حليتهم (1) عنه- ذو قرد- وهو في خمس مائة وإذا بلال نحر جزورا مما خلفت فهو يشوي لرسول الله-صلى الله عليه وسلم- فقلت:
يا رسول الله! خلني فأنتخب من أصحابك مائة فآخذ عليهم بالعشوة فلا يبقى منهم مخبر.
قال: (أكنت فاعلا يا سلمة؟).
قلت: نعم.
فضحك حتى رأيت نواجذه في ضوء النار ثم قال: (إنهم يقرون الآن بأرض غطفان).
قال: فجاء رجل فأخبر أنهم مروا على فلان الغطفاني فنحر لهم جزورا فلما أخذوا يكشطون جلدها رأوا غبرة فهربوا.
فلما أصبحنا قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: (خير فرساننا: أبو قتادة وخير رجالتنا: سلمة).
وأعطاني سهم الراجل والفارس جميعا ثم أردفني وراءه على العضباء راجعين إلى المدينة.
فلما كان بيننا وبينها قريبا من ضحوة وفي القوم رجل كان لا يسبق جعل ينادي: ألا رجل يسابق إلى المدينة؟
فأعاد ذلك مرارا فقلت: ما تكرم كريما ولا تهاب شريفا؟
قال: لا إلا رسول الله-صلى الله عليه وسلم-.
فقلت: يا رسول الله! بأبي وأمي خلني أسابقه.
قال: (إن شئت).
وقلت: امض.
وصبرت عليه شرفا أو شرفين حتى استبقيت نفسي ثم إني عدوت حتى ألحقه فأصك بين كتفيه وقلت: سبقتك والله- أو كلمة نحوها-.
فضحك وقال: إن أظن حتى قدمنا المدينة.
__________
(1) أي: صددتهم عنه ومنعتهم من وروده.